قيل للسعاده : أين تسكنين ؟
قالت : في قلوب المؤمنين
قيل : فبم تتغذين ؟
قالت : من قوة إيمانهم
قيل : فبم تدومين ؟
قالت : بحسن تدبيرهم
قيل : فبم تجلسين ؟
قالت : أن تعلم النفس أن لن يصيبها إلا ما كتب الله لها
قيل: فبم ترحلين ؟
قالت : بالطمع بعد القناعة .. وبالحرص بعد السماحه وبالهم بعد السرور وبالشك بعد اليقين
2
يقول الشيخ جاسم المطوع في كتاب قطار المستغفرين
بكيت يوماً من كثرة ذنوبي ، وقلة حسناتي ، فانحدرت دمعة من عيني
وقالت : ما بك يا عبد الله ؟
قلت : أنا دمعة ؟
قلت : وما الذي أخرجك ؟
قالت : حرارة قلبك
قلت مستغرباً : حرارة قلبي .... وما الذي أشعل قلبي ناراً
قالت : الذنوب والمعاصي
قلت : وهل يؤثر الذنب في حرارة القلب ؟
قالت : نعم .. ألم تقرأ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، دائماً : - اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد - . ولا يطفي النار إلا الماء البارد والثلج
قلت : صدقت ... فإني أشعر بالقلق والضيق وأظنها من حرقة القلب بكثرة المعاصي
قالت : نعم .. فإن للمعصية شؤم على صاحبها ، غتب إلى الله يا عبد الله
قلت : أريد أن أسأل سؤالاً
قالت : تفضل
قلت : إني أجد قسوة في قلبي ، فكيف خرجت منه ؟
قالت : إنه داعي الفطرة يا عبد الله . وإن الناس اليوم تحجرت قلوبهم فلم تكد ترى قلباً نقياً دائم الاتصال بالله إلا نُدر
قلت : وما السبب يا دمعتي ؟
قالت : حب الدنيا والتعلق بها .. فالناس كلهم منكبين عليها إلا من رحم ربي ، ومثل الدنيا كالحية تعجبك نعومتها وتقتلك سمها ، والناس يستمتعون بنعومتها ولا ينظرون إلى السم القاتل بها
قلت : وماذا تقصدين بالسم ؟
قالت : الذنوب والمعاصي ، فإن الذنوب سموم القلوب فلابد من إخراجها وإلا مات القلب
قلت : وكيف نطهر قلوبنا من السموم ؟
قالت : قال تعال : - والذين إذا فعلوا فاحشة او ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون - الآية 135 سورة عمران
3
قال علي رضي الله عنه
من جمع ست خصال لم يدع للجنة مطلبا ولا عن النار مهربا أولهما :ـ
من عرف الله فأطاعه
وعرف الشيطان فعصاه
وعرف الحق فاتبعه
وعرف الباطل فاتقاه
وعرف الدنيا فرفضها
وعرف الاخرة فطلبها